السلام عليكم
قصه واقعيه مأثه حقيقيه
وسط إجراءات أمنية مشددة وفي حضور عدد كبير من أبناء المحافظة الجنوبية الذين جاءوا خصيصاً لمتابعة محاكمة قاتل بناته الخمس وشروعه في قتل السادسة والسابعة قررت محكمة الجنايات إحالة أوراق عبد الناصر إبراهيم محمود (44 سنة) إلى فضيلة المفتي.
في بداية الجلسة رفض المتهم الوقوف في قفص الاتهام عندما نادى عليه رئيس المحكمة فأمر بفتح القفص وإخراجه فقام بتغطية وجهه وراح يبكي قائلاً: “نعم أنا قتلت بناتي.. أنا مجرم”، استمعت المحكمة إلى مرافعة النيابة حيث قال ممثلها إن هذا المجرم ارتكب أبشع الجرائم وعاد بنا إلى الجاهلية الأولى فأزهق أرواح بناته الخمس اللاتي كن في عمر الزهور اغتالهن كوحش كاسر وهن فلذات كبده وأزهق أرواحهن وشرع في قتل اثنتين أخريين من أجل شهوة إنجاب الولد واعترض على حكم الله ورزقه إياه البنات فكلما أنجبت زوجته بنتاً راح يلومها ويؤنبها ويلقي عليها أبشع الألفاظ لأنها لم تأت له بالولد ويفتعل معها الشجار، ولضيقه من إنجاب البنات نزع عنهن صفة الأنوثة وقص شعورهن وألبسهن ملابس الأولاد كما كان يقوم بتوثيقهن بالحبال حتى ينام هادئاً خشية أن تأتي إحداهن بما لا تحمد عقباه ثم طلق زوجته ومنع بناته من زيارتها في بيت والدها ظناً منه أنها تحرضهن ضده. كان دفاع المتهم طالب ببراءته لانتفاء المسؤولية الجنائية لمعاناته من الجنون الجزئي الذي يصيب جزءا من العقل وليس كل العقل نتيجة بعض الهذيان الخاطئ مما ترتب عليه عدم الإدراك والتمييز وقررت المحكمة إيداعه مستشفى الأمراض النفسية لفحص قواه العقلية وبيان مدى مسؤوليته عن أفعاله وقت ارتكاب الحادث من عدمه، وأكد تقرير المستشفى أنه مدرك تماما لتصرفاته وأفعاله وأنه في حالة طبيعية ومسؤول عن جميع أفعاله في الفترة التي ارتكب فيها الواقعة.
البداية عندما تلقت الشرطة بلاغا بالحادث فانتقل رجال المباحث إلى مسرح الجريمة وتم القبض على المتهم الذي يدعى عبد الناصر إبراهيم محمود (44 سنة - موظف) وتبين أنه ارتكب الجريمة فجرا أثناء نوم بناته، حيث استل سكينين وأمسكهما بيديه وفي دقائق معدودة طعن بناته بطعنات نافذة ومتفرقة في جميع أنحاء أجسادهن فلقيت سمر(15 سنة) وفاطمة (8 سنوات) وزينب (7 سنوات) وإسراء (10 سنوات) وإيمان (4 سنوات) مصرعهن بينما أصيبت أميرة (13 سنة) وعائشة (3 سنوات) بإصابات خطيرة وتمكن الجيران من إنقاذهما من بين يديه في آخر لحظة ونقلهما إلى المستشفى. تبين أن المتهم على خلاف دائم مع زوجته منذ 16 سنة هي عمر زواجهما بسبب تكرار إنجابها للبنات دون إنجاب ذكر واحد خاصة أن البنات كن يحببن والدتهن أكثر من والدهن لكراهيته لهن ومنذ حوالي شهرين نشبت بين الأب وزوجته مشاجرة ذهبت على إثرها إلى منزل أهلها غاضبة فطلقها وانفرد ببناته وارتكب جريمته البشعة مستغلا نومهن وتبين أن البنات لم يدخلن المدارس لحرص الأب على عدم تعليمهن وكان يخشى عليهن من الانحراف عندما يكبرن!
أكدت التحريات أن المتهم كان دائم الشجار مع زوجته عطيات علي بكر لإنجابها البنات وعدم قدرتها على تحقيق رغبته في إنجاب الولد وأنها كانت عادت إلى المنزل قبل الحادث بثلاثة أيام فقط بعد شهرين من الخصام لكن حدثت بينهما مشاجرة في نفس اليوم تعدى خلالها عليها بالضرب مما أدى إلى إجهاضها واتضح له بعد ذلك أنها كانت حاملاً في ذكر عمره أربعة أشهر مما أثار غضبه وقرر الانتقام من بناته كما أنه كان دائما يتوجس خيفة من قيام زوجته بتحريض بناته على وضع السم له في الطعام أو الشراب لدرجة أنه كان دائما يقوم بسكب الأكل أو الشرب الذي يوضع أمامه ويكلفهن بإعداد طعام غيره ويضربهن ويسبهن حتى جفت مشاعر الصغيرات نحوه.
أحيل المتهم إلى النيابة واعترف تفصيليا بجريمته البشعة وبقلب بارد وعقل متحجر قرر أنه غير نادم على ما حدث وأنه يعرف أن مصيره الإعدام الذي ينتظره ليستريح من الدنيا التي عاش فيها ستة عشر عاما في الجحيم مع زوجته!! وأرجع الدافع وراء جريمته لخلافاته المستمرة مع زوجته لأنها تريد السيطرة عليه وعلى البيت لأنها تحب السيطرة، وكشف المتهم في التحقيقات أنه ألقى على زوجته يمين الطلاق مرات عديدة نظرا للخلافات التي لا تنتهي بينهما وتحريضها لبناتهما بعدم خدمته والتلفظ ضده بألفاظ نابية كما أنها كانت تطالبه دائما بكتابة المنزل الذي يقيم فيه لبناته مدعية أنها تريد تأمين مستقبلهن بينما هي في الحقيقة كانت تريد أن تتمكن من طرده هو ووالده الذي يقيم معه والبالغ من العمر 72 سنة كما كانت تهدده باستمرار بأنها سوف تزج به إلى السجن.
وأشار إلى أنه سافر للإسكندرية في زيارة لأخوته واصطحب معه ابنته سمر (15 سنة) وعاد قبيل الحادث بيومين وسبب السفر أن أخوته وصل لهم خبر كاذب بأنه يعتدي على ابنته الكبرى سمر وأثناء العودة من الإسكندرية وجهت إليه ابنته الشتائم والألفاظ النابية مما أثار حفيظته خاصة أنها أخذت أخواتها وذهبت إلى أمها بمنزل جدها القريب وعادت بهن في ساعة متأخرة من الليل، وحينما وجد نفسه وحيدا بالمنزل اختمرت في رأسه فكرة التخلص منهن وصمم على قتل بناته بعد أن أوعز له الشيطان بأن إنجاب البنات عار كما أن خلافاته المستمرة مع زوجته وتركها الدائم للمنزل ومعها بناتها زاد الطين بلة، لذلك نفذ جريمته ليحرق قلب زوجته النكدية على بناتها السبع وأن الجريمة بدأت أحداثها في تمام الساعة الثالثة فجرا حيث قام بإيقاظ ابنته فاطمة وذبحها من رقبتها وطعنها بسكين وساطور حتى لفظت أنفاسها الأخيرة وعندما شعرت شقيقتها الكبرى سمر بحدوث شيء داخل المنزل اصطحبها هي الأخرى وطعنها عدة طعنات نافذة في جميع أنحاء جسدها ثم ذبح زينب وإسراء أثناء نومهما حتى فارقتا الحياة ثم انتقل إلى الغرفة الثانية وطعن ابنته الصغرى عائشة (3 سنوات) وإيمان (4 سنوات) وأميرة (13 سنة) واعتقد أنهن فارقن الحياة، كما أكد أنه عندما تزوج من ابنة خاله عطيات كان يعمل وقتها بالإسكندرية وعاش معها في البداية أياما سعيدة حتى رزقهما الله بالبنات السبع واحدة تلو الأخرى ورضي بهن رضاء كبيرا حتى دبت المشاكل مع زوجته عندما اكتشف أنها تسرق نقوده وأنها كثيرة الخروج من المنزل. الغريب أن المتهم كان يدلي باعترافاته بلهجة جامدة وكانت ملامحه توحي بالثقة وكأنه لم يرتكب شيئا ولم تبد عليه علامات للحزن أو الندم وأكد أن زوجته مشتركة معه في الحادث هي وأهلها وصمم على أنها هي التي دفعته إلى قتل البنات وأنه لم يكرههن يوما وإنما هي التي كانت تفعل أشياء تغضبه وتزرع الكراهية بداخله تجاه بناته، وأكد أنه كان ينوي قتل زوجته لأنها السبب في كل ما حدث.
في المستشفى أكدت الأم عطيات أحمد بكر (41 سنة - ربة منزل) وهي تحمل ابنتها المصابة “عائشة” 3 سنوات والدموع لا تفارق عينيها أن زوجها سليم العقل وليس مجنونا كما يدعي وأنهما قضيا أياما جميلة في حياتهما لكن اغلبها كان مرا كالعلقم فكان دائما يعتدي عليها بالسب والضرب هي والبنات دون سبب وكان أحيانا يأخذ البنات في حجرة ويغلقها ويكتفهن بالحبال ويمسك عصا وينهال بها عليهن حتى إن صراخ البنات أصبح شيئا طبيعيا واعتادت عليه أسماع أهالي القرية ولم يعد غريبا سماع الصراخ في أي وقت حتى وقت الحادث لكنها لم تتوقع أبدا أن يصل به الأمر إلى قيامه بذبحهن، وأضافت أنها ذاقت على يديه العذاب ألوانا طيلة 16 سنة عمر زواجهما المشؤوم من هذا الوحش الذي يعيش بقلب حجر وأنه لا صحة مطلقا لما يقوله إنها ترغب في الاستيلاء على المنزل بل بالعكس طالبته كثيراً بأن يتزوج في الطابق العلوي من المنزل ويتركها تربي بناتها السبع ويرحمهن من قسوته. وأضافت أن بناته اللاتي قتلهن ارتحن من عذابه وأنها تركت منزل الزوجية منذ شهرين بعد أن ألقى عليها يمين الطلاق 8 مرات ولكنها عادت للمنزل مرة أخرى تلبية لرغبة بناتها ولرعايتهن وأن زوجها طلب منها معاشرتها إلا أنها رفضت بحكم أنها محرمة عليه شرعاً بعد أن ألقى عليها يمين الطلاق فنشبت بينهما مشاجرة جديدة تركت على إثرها المنزل مرة أخرى بعد أن تسبب في إجهاضها مما أثار غضبه وجنونه وأنه حضر إلى منزل والدها محاولاً ردها ومصالحتها لكنها رفضت كما أنه كان دائما يعايرها بعدم إنجابها للولد.
روت الابنة أميرة التي نجت بأعجوبة من المذبحة تفاصيل الحادث وقالت إنها كانت نائمة وأيقظها والدها هي وشقيقتها إسراء فاعتقدت أنه سوف يضربهما كما يحدث كثيرا لكنه قادهما إلى الطابق الأسفل وأخرج سكينا من تحت المرتبة وطعنها بها ثم طعن إسراء هي الأخرى فأسرعت بالفرار والدماء تنزف من رأسها واختبأت في حجرة جدها “إبراهيم” الذي يقيم معهم بالمنزل ويسكن بالطابق الأول ولما سأل عنها أبوها مرة أخرى أخبره الجد بأنها ماتت فأسرع خلف سمر حتى قتلها.
ارجوا التفاعل
تحيااتي